إنّ المرتبة التي تضطلع بها المسيحية في مشروع ميشال فوكو غالباً ما يتمّ اختزالها من لدن المفسّرين في مسألة الاعتراف. لكنّ هذه المسألة أُهملَتْ في درس الكوليج دو فرانس بعنوان “في حكم الأحياء” (1980)، الذي اكتفى باستعادته لتلك الفرضيات التي صيغت في “الشواذ” (1975) و”إرادة المعرفة” (1976)، وتَطرَّق إلى مسألة أكثر أهمية كانت المسيحية مُجْبَرَة على مواجهتها خلال القرون الأولى لعصرنا: إنّها مسألة العلاقة ما بين الخلاص le salutوالاكتمال “la perfection”. لقد كان للجهد المبذول من لدن المسيحية القديمة الذي تَوخَّت منه فصل الخلاص عن الاكتمال نتائج وخيمة على تعريفِها للذات التي ليس ممكناً تصورُها كأساس للهوية. وعلى هذا النحو يضع اللااستقرار الجوهري للذات المسيحية الذي يجعلها غير قابلة للاختزال في الذات المعاصرة، يضع كلّ تلك الاستمراريات التاريخية الأكثر بساطة موضع تساؤل.
نُشر فيأبحاث محكمة
ميشال فوكو ومفهوم "الذات" المسيحي
تمّ النشر بواسطة
فيليب شوفاليي
العلامات:
باحث فرنسي (1974-...). حاصل على الدكتوراه من جامعة باريس في الفلسفة، يعمل بالمكتبة الوطنية الفرنسية. صدرت له العديد من الأعمال الفلسفية، منها: "ميشيل فوكو والمسيحية" (2011)، و"الجنون والعدالة
تصفّح المقالات
المقالة السابقة
فرنسا وسوسيولوجيا الإسلام الكلاسيكية 1798-1962
المقالة التالية
المفكر والسلطة: ميخائيل سوسلوف أنموذجًا