فكرة عن تاريخ كوني من زاوية نظر المواطنة العالمية*
نشرت هذه المقالة في Berlinische Monatsschrift في نونبر 1784 استجابة لانتظار أثارته ملحوظة وردت في Gotaische Gelehrte Zeitung في فبراير من السنة نفسه، وقد جاء فيها: “ثمة فكرة عزيزة على قلب الأستاذ كانط، ومفادها أن غاية الجنس البشري هي بلوغ النظام السياسي الأكمل، وهو يأمل في أن يشرع مؤرخ فيلسوف في تأليف تاريخ للبشرية على ضوء هذه الفكرة، فيُظهِر فيه مدى اقتراب الإنسانية أو ابتعادها عن هذه الغاية في مختلف العصور، ويبين فيه ما تبقى لنا أن نفعله لكي نصل إلى تلك الغاية.”
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
* المواطنة العالمية تعريب لكلمة (cosmopolitisme) وهي تعبير يتكون من كلمتين يونانيتين: kosmos، وتعني العالم، وpolites، وتعني المواطن، فالتعبير يعني حرفيًا المواطنة العالمية القائمة على اعتبار الإنسانية أسرة واحدة وطنها العالم وأعضاؤها هم أفراد البشر جميعًا بصرف النظر عن اختلافاتهم الدينية والعرقية والجنسية. والكسموبولوتية حسب كانط فكرة تنظيمية يجب السعي دائمًا إلى تحقيقها دون تراخٍ. إنها وجهة نظر فلسفية تتعلق بتقدم الحرية على الأرض بكاملها، إنها بمثابة خيط مرشد يجعلنا ننظر إلى التاريخ الكوني على أنه يتوجه نحو تحقيق نظام عادل على المستوى الداخلي وجمعية تتحد فيها أمم الأرض وشعوبها على المستوى الخارجي، أي نحو إقامة علاقات على المستويين الوطني والدُّوَلي تحكمهما قوانين كونية عادلة، وفي هذه الوضعية الكسموبولوتية ستتفتح كافة الاستعدادات الأصلية في الطبيعة البشرية.
كاتب
